تابع مهن في الكتاب المقدس
15- العطار
انقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةلعطّار في الكتاب المقدس هو الشخص الذي يقوم بصناعة العطور والأطياب من خلاصات النباتات المتنوعة، مستخدمًا في ذلك أدوات متعددة، للعصر وللطحن وللخلط• ثم بعد إنتاج العِطر كان يوضع في أوانٍ محكمة الغلق أو مغلقة تمامًا، غالبًا ما يُطلق عليها "قوارير" ومفردها "قارورة" (متى 26: 7)• أول ما ذُكر العطَّار كان بالارتباط بصنع دُهن المسحة الذي كان تُمسح به خيمة الاجتماع (خروج 30: 25)، وكذا بصنع البخور العَطِر (خروج30: 35)• والاثنان معًا يكلِّمانا عن كمال المسيح وحياته الرائعة بكل تفاصيلها• ثم يأتي الذِكر التالي للعطارين في 2أخبار16: 14 في مراسم دفن آسا الملك والتي عُملت له كإكرام• من الفكرين معًا يمكننا أن نرى أن صنعة العطّار هي أن يعمل فينا لنظهر صفات المسيح وكماله وذلك رغبة في إكرام الله وتمجيده• والوحيد الذي يمكنه أن يكون عطّارًا يصنع ذلك في حياتنا هو إلهنا القدير• لكن التحذير الخطير الذي لا بد وأن نستمع إليه بخصوص العطّار والعطارة، هو ما قاله الحكيم: «اَلذُّبَابُ الْمَيِّتُ يُنَتِّنُ وَيُخَمِّرُ طِيبَ الْعَطَّارِ» (جامعة 10: 1)•
16- الصائغ
هو من يعمل في مجال تشغيل وتشكيل المعادن النفيسة (الذهب والفضة)•
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةعند استخراج المعدن النفيس من الأرض يكون مختلطًا بشوائب مختلفة تسمى الزغل (أمثال25: 4؛ إشعياء1: 25)، مما يُلزم الصائغ بإجراء عملية أولية للتنقية تُسمّى التمحيص (أيوب28: 1)• والإناء الذي يوضع فيها المعادن أثناء هذه العملية يسمى البوطة (أمثال17: 3)• وتتم عملية التنقية هذه بإدخال المعدن إلى الكور (الفرن) حتى يصل إلى درجة التوهج، ثم يُلقى في الماء، ونتيجة لذلك تأخذ الشوائب موقعها على السطح، ومن ثم تُستخدم المبارد لإزالتها• تُكرر هذه العملية عدة مرات، وكلما زاد تكرارها زادت نقاوة المعدن، والذي يسمى عندئذ ذهب (أو فضة) مصفى (1أخبار28: 18؛ 29: 4؛ رؤيا3: 18)• وإن كان المعدن من الصنف الرديء فلم يستجب لعملية التنقية كان يسمى فضة مرفوضة (إرميا6: 30)•
وعلى مثال عملية التمحيص هذه ينقي الرب المؤمنين بالضيق والتجارب أحيانًا «لِكَيْ تَكُونَ تَزْكِيَةُ إِيمَانِكُمْ، وَهِيَ أَثْمَنُ مِنَ الذَّهَبِ الْفَانِي، مَعَ أَنَّهُ يُمْتَحَنُ بِالنَّارِ، تُوجَدُ لِلْمَدْحِ وَالْكَرَامَةِ وَالْمَجْدِ عِنْدَ اسْتِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ» (1بطرس1: 7؛ انظر أيضًا إشعياء48: 10؛ زكريا13: 9)• فيصرخ المؤمن أحيانًا «لأَنَّكَ جَرَّبْتَنَا يَا اللهُ• مَحَصْتَنَا كَمَحْصِ الْفِضَّةِ••• دَخَلْنَا فِي النَّارِ وَالْمَاءِ» لكنه لا بد وأن يترنم في النهاية، إذ يختبر روعة النقاوة التي يوجدها الله فيه «ثُمَّ أَخْرَجْتَنَا إِلَى الْخِصْبِ» (مزمور66: 10-12)•
وهنا دعني أنقل لك ملاحظة مؤمنة تقية عند زيارتها لصائغ يعمل في تنقية الفضة، وهي تتذكر قول الكتاب عن الرب «فَيَجْلِسُ مُمَحِّصاً وَمُنَقِّياً لِلْفِضَّةِ» (ملاخي3: 3)• قالت إن الصائغ يكرِّر العملية ثم ينظر في قطعة الفضة وهو جالس في هدوء، ويقرِّر أن عملية التنقية قد تمت عندما يستطيع أن يرى صورته على سطح الفضة• وهكذا ينقينا الرب أكثر حتى نُظهر صورته، وما أروعها صورة!
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةثم بعد عملية التنقية، كان الصائغ يصنع الشكل النهائي لعمله: مسبوكًا (هوشع13: 2)، أي بوضعه في النار مع استخدام قوالب خاصة• أو بالخراطة (خروج25: 18)، أي تشكيله باستخدام آلات حادة• أو بالتغشية (خروج 25: 11؛ 1ملوك6: 20)، أي بجعله طبقة رقيقة فوق مادة أخرى• أو بمده كصفائح أو خيوط تدخل في تطريز الملابس (خروج28: 6؛ 39: 3)•
ويُذكر أن أول مَن نعرفه في الكتاب المقدس كصائغ، هو بصلئيل بن أوري، الذي انتخبه الرب للعمل في تنفيذ خيمة الاجتماع (خروج31: 2-5)• كما كان للصائغين دور عظيم في ترميم سور المدينة المقدسة أيام نحميا (نحميا 3: 8 ، 32)• لكن بكل أسف، نرى مع الوقت أن الصائغين أصبحوا يعملون في صناعة الأصنام (قضاة17: 4؛ إشعياء40: 19؛ 46: 6؛ إرميا10: 14؛ 51: 17)؛ حتى أن آخر صائغ نقرأ عنه هو «ديمتريوس صائغ صانع هياكل فضة لأرطاميس» (أعمال 19: 24)• لنحذر، فقد ننحدر إلى أدنى دركٍ بأمور كانت تستخدم لمجد الله
وللموضوع بقية بمشيئة الرب.
اذكــرونا واذكــروا الخدمــة فــي صلواتكـم
آميــــ†ـــــــن