الابن الضال Admin
عدد المساهمات : 262 تاريخ التسجيل : 16/04/2011 العمر : 34
| موضوع: تابع مهن في الكتاب المقدس الإثنين مايو 30, 2011 10:40 pm | |
| تابع مهن في الكتاب المقدس
7- العشار هو محصِّل الضرائب. والضرائب عُرفت منذ قديم الزمن لصالح الحاكم لمساعدته على القيام بمهامة من ترتيب حال الشعب والدفاع عنه، أو لدولة تحتل أخرى. وتسمّت بأسماء كثيرة على مر الزمن مثل: هدية الملك والخراج، والعُشر، والخفارة والجزية (خروج30؛ 2أخبار17: 11؛24: 6؛ عزرا4: 13؛...). نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةوالعشارون المذكورون في العهد الجديد كانوا يجمعون الضرائب لصالح الإمبراطورية الرومانية. وكانوا مضرب الأمثال ومقياس الشر (متى5: 46، 47؛ 18: 17)؛ وذلك لأنهم كانوا يأخذون أكثر من الضريبة المفروضة (لوقا3: 13)، ويظلمون الشعب مستخدمين طرقًا تخلو من الرحمة لإتمام عملهم؛ كالسجن أو رهن الممتلكات والبيوت وبيعها أو التسخير (أن يعمل الواحد بدون أجرة). لذلك كانوا مكروهين للغاية من الناس ومرفوضين منهم. لكن هذه الطائفة، شأنها شأن كل الخطاة؛ جاءها شخص أحبهم وقَبِلَهم «وكان جميع العشارين والخطاة يدنون منه ليسمعوه» (لوقا15: 1)، فهو الذي فتح لهم باب القبول أمام الله (متى21: 28-32)، حتى صارت تهمته لدي الفريسيين القساة وأشباههم أنه «مُحبّ للعشارين والخطاة» (متى11: 19؛ لوقا7: 34). والثلاثة العشارون الذين نعرف قصصهم من صفحات العهد الجديد يحكون لنا القصة الرائعة: نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةالأول صعد للهيكل شاعرًا برداءته وشناعة خطيته، وبتوبة حقيقية متَّكلة على نعمة الله، قال القول الأشهر «اللهم ارحمني أنا الخاطئ» بعكس الفريسي المتعجرف. فنال العشار شهادة رب المجد «أقول لكم إن هذا نزل إلى بيته مبرَّرًا دون ذاك»؛ ويا للروعة! لم يَعُد إلى بيته كما جاء، بل عاد والرب لا يحسب له خطية!! (اقرأ القصة في لوقا18: 9-14). والثاني لم يكن عشارًا عاديًا؛ بل رئيسًا للعشّارين. لكنه، مع مركزه المرموق المهوب، وغناه الكثير، وذكائه (كما يظهر من اسمه “زكا” ومن تصرّفه)؛ لم يكن مكتفيًا. وقد قرع الباب الصحيح إذ «طلب أن يرى يسوع من هو»، ولم يترك معطِّلاً يؤخِّره. فتجاوب الرب مع رغبته، ودخل بيته ومعه الخلاص!! ومن ثم ظهرت الثمار في ردِّ ما اغتصبه، بل وفي عمل الخير للآخرين!! (اقرأ القصة في لوقا19: 1-10). أما الثالث فزاده الشرف. لقد مرّ به السيد يومًا داعيًا «اتبعني! فترك كل شيء وقام وتبعه. وصنع له لاوي ضيافة كبيرة في بيته». ورافق الرب هنا وهناك، وتشرَّف بأن انضمّ اسمه إلى قائمة رسل الملك: «متى العشار» (اقرأ القصة في لوقا5: 27-32؛ متى9: 9-13؛ 10: 1-3؛ مرقس2: 14-17). عزيزي.. قال الرب في هذا الصدد «لم آتِ لأدعو أبرارًا بل خطاة إلى التوبة». فهل تشعر بثقل خطاياك؟ أو هل ترى الآخرين لا يطيقون أفعالك فأصبحت منبوذًا؟ إذًا هيا للمخلِّص الذي جاء خصّيصًا من أجلك. سيقبلك إن جئته تائبًا مؤمنًا بعمله الكامل من أجلك. سيغيّرك من شخص لا يفعل إلا الشر إلى شخص جديد يفعل مرضاته. بل وسيستخدمك لمجد اسمه.
8 - الملك هو أحد الألقاب التي تُطلق على رأس البلاد، مثل: إمبراطور، أمير، سلطان، رئيس. وبتتبُّع معنى الكلمة ”ملك“ باللغات المختلفة، نستطيع أن نرى أنها تحمل معاني: ”مستشار“، ”حاكم“، ”مالك“. ومن هنا يمكننا استنتاج، تدعمه كثير من الأبحاث التاريخية، أن الملك في البداية كان عمله كمستشار لأمور البلد، يعطي آراء إرشادية. ويرى البعض أنه كان يُقام بالاختيار طبقًا لذكائه وحكمته وتدبّره للأمور. لكن مع الوقت تحوَّل إلى حاكم، آمرٍ ناهٍ، لا يجوز نقض أوامره. وفي هذه المرحلة أصبح الاختيار طبقًا للأكثر في القوة والنفوذ. ثم وصل الأمر إلى أن يصبح مالك البلد، ومن هنا بدأ توريث الحكم من الآباء إلى البنين.
ونستطيع أن نرى بداءة الممالك في تأسيس مملكة بابل على يد نمرود ابن حفيد نوح (تكوين10: 8-10). كما يمكننا أن نستنتج أن الملك كان يملك في القديم على مدينة واحدة (تكوين 14). ثم بتقدّم الزمن اتّحدت المدن لتكوِّن الدول (2ملوك7: 6). ثم مع عصور الغزوات نرى ملوك يملكون على عدة دول كأحشويرش الذي ملك على «مئة وسبع وعشرين كورة (دولة)» (أستير8: 9)، أو كنبوخذنصّر الذي كان «ملك ملوك» (دآنيال2: 37).
وللأسف فقد ارتبط تاريخ معظم الملوك بالشرِّ؛ من كبرياء، وشراسة، وظُلم، ونجاسة، وعبادة أوثان، واستعباد للآخرين (اقرأ على سبيل المثال إشعياء19: 11-13؛ عدد22؛ 31: 8؛ قضاة1: 5-7....). على أن هناك القليل ممن كانوا حسب قلب الرب كداود وفعلوا المستقيم في عيني الرب كأحفاده آسا وحزقيا ويهوشافاط، وساروا في طريقه.
وبما أن الرب جعل المؤمنين «ملوكًا» (رؤيا1: 6؛ 5: 10)؛ فحري بنا أن نستمع إلى وصية الرب للمك يوم يجلس على عرشه، والتي أعطاها كروشتة نجاح له، ونقرأها في تثنية17: 17-20: «لا يُكثر له الخيل» أي مصادر القوة التي قد تجعله يتكبَّر فيبتعد عن الرب. «ولا يَرُدّ الشعب إلى مصر» أي لا يعود إلى عبودية خطايا الماضي ومغريات العالم. «ولا يكثر له نساء لئلا يزيغ قلبه» وهذا ما حدث بكل أسف مع سليمان الذي زاغ قلبه بسبب النساء؛ فلنتحذر من ميل القلب وخداعه في هذا الاتجاه، ولنسلك بطهارة الفكر والجسد. «وفضة وذهبًا لا يكثر له كثيرًا»؛ فمحبة المال هي الأصل لكل الشرور، ولا تنتج إلا أوجاعًا كثيرة (1تيموثاوس6: 10). «وعندما يجلس على كرسي مملكته يكتب لنفسه نسخة من هذه الشريعة في كتاب»؛ فهو يجب أن يكون ملازمًا لكلمة الله لكي «يقرأ فيها كل أيام حياته»، والغرض من ذلك «لكي يتعلّم أن يتّقي الرب إلهه، ويحفظ جميع كلمات هذه الشريعة وهذه الفرائض»، لا في العقل فقط، بل «ليعمل بها؛ لئلا يرتفع قلبه على إخوته ولئلا يحيد عن الوصية يمينًا أو شمالاً». ليتنا نطيع هذه الوصية فنفلح. ولحديثنا بقية بمشيئة الرب.
9 -الملك نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةتحدّثنا العدد الماضي عن نشأة المُلك، وكيف اتّسم معظم ملوك البشر بصفات رديئة. لكننا من الكتاب نعلم أن هناك ملكًا واحدًا، وحيدًا، يمكن أن يُقال عنه، في كل الزمان، وكل المواقف أنه «يُدعى أمينًا وصادقًا، وبالعدل يحكم» (رؤيا19: 11). إنه ليس فقط “ملك” ولا حتى «ملك (على) ملوك» كنبوخذنصر؛ بل هو وحده من يستحق أن يُقال عنه «ملك الملوك (أي فوق كل الملوك) ورب الأرباب» (رؤيا19: 16؛ 1تيموثاوس6: 15). وهو الوحيد الذي يمكن أن نقول إنه «يملك إلى الدهر والأبد» (خروج15: 18)، فهو فوق الزمن.
هل عرفت من هو يا عزيزي؟ نعم، هو الرب يسوع المسيح. وهو يريد أن يملك على حياتك الآن ليجعلها أروع حياة.
في يوم سابق، رفض الشعب أن يملك الرب عليه، وطلب من صموئيل أن يمسح لهم ملكًا كسائر الشعوب. ولما ساء الأمر في عيني صموئيل، قال له الرب «لأنهم لم يرفضوك أنت، بل إياي رفضوا حتى لا أملك عليهم». وقد أعطى الرب للشعب طلبهم بعد أن أخبرهم بـ«قضاء الملك الذي يملك عليكم. يأخذ بنيكم ويجعلهم لنفسه... ويأخذ حقولكم وكرومكم وزيتونكم أجودها ويعطيها لعبيده... ويأخذ عبيدكم وجواريكم وشبّانكم الحسان وحميركم ويستعملهم لشغله... فتصرخون في ذلك اليوم من وجه ملككم الذي اخترتموه لأنفسكم فلا يستجيب لكم الرب في ذلك اليوم»، وكل من يملِّك آخر غير الرب على حياته لن يناله في النهاية إلا العبودية وخراب الحياة.
ومع ذلك التحذير «أبى الشعب أن يسمعوا لصوت صموئيل، وقالوا: لا بل يكون علينا ملك» (اقرأ القصة بالكامل في 1صموئيل8؛ 9). وقد كانت خسارتهم فادحة في الملك الذي اختاروه لأنفسهم، وبل وأثبت التاريخ أن كل اختياراتهم كانت كأشجار العوسج المؤذية والتي لا يُطال منها نفع (اقرأ قضاة9).
بل وازدادوا جدًا فقالوا يومًا: «ليس لنا ملك إلا قيصر!» (يوحنا19: 15)، فتم فيهم مثل القائلين: «لا نريد أن هذا يملك علينا». لكن ذاك الذي يومًا سُخر منه بالقول: «السلام يا ملك اليهود»، وألبسوه تاج شوك على رأسه؛ سيراه الكل قريبًا «وعلى رأسه تيجان كثيرة» (رؤيا 19: 12)، وسوف «تجثو باسم يسوع كل ركبة؛ ممن في السماء ومن على الارض ومن تحت الارض، ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو ربُّ لمجد الله الآب» (فيلبي2: 10، 11)، وسيُسمع الصوت «أما أعدائي أولئك الذين لم يريدوا أن أملك عليهم؛ فأتوا بهم إلى هنا، واذبحوهم قدامي» (لوقا19: 14، 27 واقرأ أيضًا رؤيا 19).
والسؤال الهام يا عزيزي: هل قبلت مُلك المسيح على حياتك أم اخترت ملكًا لنفسك؟! ماذا تنتظر لتملّكه على حياتك؟! الفرصة الآن!!
وللموضوع بقية بمشيئة الرب.
اذكــرونا واذكــروا الخدمــة فــي صلواتكـم
آميــــ†ـــــــن
| |
|