الابن الضال Admin
عدد المساهمات : 262 تاريخ التسجيل : 16/04/2011 العمر : 34
| موضوع: تابع مهن في الكتاب المقدس الإثنين مايو 30, 2011 10:43 pm | |
|
تابع مهن في الكتاب المقدس
10- المشير هي مهنة خاصة جدًا كان يمتهنها الحكماء. ودور المشير، كما يظهر من اسمه، هو تقديم المشورة في المواقف الخاصة. والمشير في المعتاد كان من المقرَّبين للملك (1أخبار27: 32-34). وكان البعض يستأجر المشيرين (عزرا 4: 5). وقد أكَّد سليمان الحكيم على أهمية المشورة عدة مرات في سفر الأمثال (11: 14؛ 12: 20؛ 15: 22؛ 24: 6). لذلك كان قضاءٌ من الرب أن يقطع المشيرين من الشعب (إشعياء3: 1-5)
ومن مشاهير المشيرين كان أخيتوفل، والذي كان بالأصل مشيرًا لداود الملك الممسوح من الله (2أخبار27: 33). ومع أنه كان حاذقًا في مشورته، إلا أنه جرَّ على نفسه الوبال عندما خان سيده. فالذي حدث أنه انحاز إلى أبشالوم (ابن داود) عندما تمرَّد على أبيه، بل كان أخيتوفل قائد هذا التمرد الحقيقي. غير أن الربّ استجاب طِلبة داود «حمِّق يا رب مشورة أخيتوفل» (2صموئيل15: 31)، فمع أنه حَبَكَ خطة حربية قوية للقضاء على داود، إلا أن الربّ استخدم كلام مشير آخر، هو حوشاي الأركي، ليقنع أبشالوم بألا يتبع مشورة أخيتوفل. ولما رأى أخيتوفل أن مشورته لم يؤخذ بها؛ مضى وانتحر، ونال مصيرَ آخرٍ خان سيده بعد ذلك (اقرأ القصة في 1صموئيل15-17).
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةلكننا أيضًا نعرف واحدًا آخر كانت هذه هي مهنته في العهد الجديد، هو يوسف الرامي، لم نسمع مشورته لمَلك أو لمجمع السنهدريم؛ لكننا نعلم أنه عمل عملاً عظيمًا لتكريم جسد الربّ يسوع بعد موته على الصليب، فطلب الجسد ليدفنه في قبر جديد لم يستعمله أحد؛ فخلَّد الوحي عمله العظيم هذا أكثر من مهنته المرموقة (اقرأ القصة في مرقس15؛ لوقا 23؛ يوحنا 19).
وهناك مشورة حسنة، كتلك التي أشارها الشعب على يهوشافاط يوم رنّموا للرب وحمَّدوه (2أخبار20). أو كمشورة الشيوخ الحكماء على رحبعام يوم تولى الملك (1ملوك12: 6-7)؛ لكنه بكل أسف رفض تلك المشورة الحكيمة.
وللأسف فهناك أيضًا المشورة المُهلكة كتلك التي قبلها رحبعام (1ملوك12: 8-11). أو كتلك المشورة الحمقاء التي سار وراءها ملك آخر إذ عمل عجلين من الذهب ليسجد لهم الشعب فنال لقب رديء للغاية «يربعام الذي أخطأ وجعل إسرائيل يخطئ» (1ملوك12: 28-29؛ 14: 16؛ اقرأ أيضًا 2أخبار 22: 1-9؛ 25: 14-24؛ دانيآل 6: 6-9).
ودعني أسألك صديقي: مِمَن تستقي مشورتك؟! احذر فمشورة صالحة سترفعك إلى أعلى، ومشورة ردّية ستكلّفك الكثير، بل أكثر مما تتصور.
لذا تعالَ أعرِّفك على ذاك الذي قيل عنه «ويدعى اسمه... مشيرًا» (إشعياء 9: 6)، إنه الوحيد الذي يعطي المشورة ولا يحتاج لمُشير (إشعياء40: 14؛ رومية11: 34)، والذي قال بالنبوة عن نفسه «لي المشورة والرأي. أنا الفهم. لي القدرة» (أمثال8: 14).
هيا اتخذه صديقًا ومشيرًا لك في كل مواقف حياتك، فتفلح.
11- الرقيب نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةكان عمل الرقيب أن يراقب اقتراب أي خطر من المدينة فيحذِّر قياداتها وشعبها مبكِّرًا ليتمكنوا، في وقت مناسب، من صد هجوم الأعداء. ومع أننا لا نقرأ كثيرًا عن الرقيب في قصص العهد القديم (2صموئيل 18؛ 2ملوك 9)؛ إلا أننا، من وصف مهمة الرقيب في حزقيال 33، ندرك أهمية عمله. كان عليه أن يقف على سور المدينة، غالبًا في برج خاص مبني عليه، متطلِّعًا بيقظة إلى الطرق المؤدية إلى المدينة، «فإذا رأى السيف مُقبِلاً» أي إذا لاحظ اقتراب أعداء أو خطر فعليه أن ينفخ في البوق ويحذِّر الشعب. وتنص مهام الرقيب على أنه «إن رأى الرقيب السيف مقبلاً ولم ينفخ في البوق ولم يتحذّر الشعب؛ فجاء السيف وأخذ نفسًا منهم، فهو قد أُخذ بذنبه، أما دمه فمن يد الرقيب أطلبه». فما أكبر مسؤولية الرقيب! أما إن أسمع الرقيب صوت البوق عند الخطر فلا يُعَدُّ مقصِّرًا في كل الأحوال. وقد شرح الرب لحزقيال المعنى الروحي من هذا «وأنت يا ابن آدم فقد جعلتك رقيبًا... فتسمع الكلام من فمي وتحذّرهم من قبلي. إذا قلتُ (أي قال الرب) للشرير: “يا شرير موتًا تموت”، فإن لم تتكلم لتحذّر الشرير من طريقه فذلك الشرير يموت بذنبه، أما دمه فمن يدك أطلبه. وإن حذّرت الشرير من طريقه ليرجع عنه ولم يرجع عن طريقه فهو يموت بذنبه؛ أما أنت فقد خلصت نفسك» (انظر أيضًا حزقيال3: 17-21).
صديقي.. إن لم تكن قد تعرّفت بالمسيح مخلِّصًا شخصيًا لك؛ فدعني أعمل كالرقيب وأحذِّرك من الدينونة القادمة عليك إن لم ترجع عن طريق الشر الذي تسير فيه، إلى المسيح ليخلّصك. وأرجوك ألا تكون كمن قال عنهم الرب «أقمت عليكم رقباء قائلين: اصغوا لصوت البوق. فقالوا لا نصغى» فنهايتهم كانت رهيبة (إرميا6: 17-19).
أما إن كنت قد نلت خلاصًا من المسيح، فاعلم أن عليك أن تكون رقيبًا أنت أيضًا. هيا اذهب حذِّر قريبك وصديقك وزميلك الذين لم يحتموا بعد في دم المسيح. وإلا فتذكر أننا سنعطي حسابًا عن كل تقصير وللموضوع بقية بمشيئة الرب.
اذكــرونا واذكــروا الخدمــة فــي صلواتكـم
آميــــ†ـــــــن
.
| |
|