الابن الضال Admin
عدد المساهمات : 262 تاريخ التسجيل : 16/04/2011 العمر : 34
| موضوع: حوار حول الثالوث القدوس من منطلق الخلاص والتدبير الإلهي (4) السبت أغسطس 06, 2011 10:55 am | |
| حوار حول الثالوث القدوس من منطلق الخلاص والتدبير الإلهي (4) الاتهام الموجه والرد عليه
(4) تابع : بعض الصعوبات التي تقف ضد فهم الإنسان للثالوث القدوس ؟ الرد على اتهام أننا نعبد ثلاثة وليس إله واحد
[right]
كثرين يتهمونا - كشهود يهوة وغيرهم - بأننا نعبد ثلاثة والله هو واحد ليس له ثاني !!! وكثيرين - من الهراطقة والطوائف الحديثة - قالوا أن الله واحد ظهر في العهد القديم بصورة الآب والعهد الجديد بصورة الابن وبعد الصعود ظهر مرة أخرى بصورة الروح القدس !!! وبناء على ذلك فهو الواحد وله ثلاثة أسماء أُطلقت عليه من الناس وهو ليس له ثانٍ ولا ثالث فهذا كفر وإلحاد !!!
في الحقيقة أن قلنا أن الله واحد حسب ما عرفنا عن معنى الواحد والمتعدد ( في الأجزاء السابقة ) ، جعلناه الواحد العددي الذي يُعد، وان قلنا على هذا النمط أنه ثلاثة ، سجلنا بذلك رقم 3 ، وأصبحنا نعدّ الله على حساب الأرقام التي يعرفها العقل ... وبذلك أصبح الله لدينا محصل رقمي ما بين الواحد والثلاثة ، وكلاهما خاطئ جداً ، لأن الله لا ينطبق عليه العد ما بين واحد وثلاثة ...
فأن كان الله واحد عددياً ، أو ثالوث عددي ، أو ثالوث كمثلت هندسي ، أصبحت المحصلة جمع 1 + 1 + 1 = 3 ؛ أو 1 مضروب في واحد = 1
لذلك أن وضعنا الله وحصرناه فيالواحد العدديفهو يخضع لكل قانون الواحد من جهة الفكر البشري بإدراك معرفته ، لأن من هنا ننطلق من المفهوم الوحدة عند الإنسان لنطبقها على الله القدوس ونضعه في جمودها ، وهذا يستحيل ، وبالطبع إن وضعناه في صورة 3 عددياً ، سيصبح خاضع لقانون العدد، وبالتالي سنضع الله القدوس تحت مبدأ أول وثاني وثالث فيه !!! كما نرى عند الكثيرين ، حينما يقولون على الآب أنه أقنوم أول والأقنوم الثاني على الابن والأقنوم الثالث على الروح القدس !!! ( وطبعاً ليس كل من يقول هذا يقصد المعنى الحرفي وقد أوضحنا المعنى في الجزء السابق )
نحن كمسيحيين أن قلنا أن الله مثلّث الأقانيم ، وإذا قلنا أنه واحد في الجوهر ، فهذاليس معناه ، على الإطلاق ، أنه هو ثلاثة عددياً و أنه واحد عددياً ... فليس الله ثلاثة بالمعنى العددي ... فالعدد لا علاقة له بالله على الإطلاق بل هو منوط بالإنسان وحده ...
لا يستطيع الإنسان إلا أن يعدّ كل ما هو محسوس زمني فقط ... أما كل ما هو غير خاضع لقانون هذا الزمان فلا يقدر أن يحصره او يعدّه !!! والله لا يُعدّ أبداً - بل يستحيل عدّه ، لأن من عدَّه فقد حَدّه ،فمن يقول أنه واحد عددياً أو ثلاثة عددياً فقد أخضع الله لقانون العدد وتحت المفهوم البشري وفهم العقل والمسائل الحسابية أو الهندسية ... وبناء على هذا الكلام هل نحن نعبد ثلاثة آلهة !!! فالجواب على ذلك هو أننا لا نعدّ الله ثلاثة ، فحينما نقول الله ثالوث قدوس مساوي في الجوهر ، فليس هذا عدًّا... فنحن لا نقول أن الله ثلاثة عددياً أحدهم اسمه الآب وأحدهم اسمه الابن وأحدهم اسمه الروح القدس...
فإن كان الله واحداً وأنا وأنت نعدّه واحداً بالمعنى الرقمي فهذا كأننا نعدّه واحد وثلاثة وأربعة وخمسة ، وأيضاً عشرين ... الخ ...
لأننا في الواقع إذا أعددنا الله وقلنا أنه واحد عديدياً ونرقمة بالواحد : معنى هذا أننا قمنا بتحديده بالواحد... والله لا يُحَدّ... فواحد ليس أقل من ثلاثة أو يُلاشي التعددية بالنسبة لله ...
إذاً فإن كان ثلاثة عددًا فواحد عدد أيضاً ... والله ليس واحدًا إذا قصدنا بهذا أنه ليس أثنين...
الله هو واحد فعلاً ( ليس على المستوى الرقمي الذي يستنتجه العقل من كلمة واحد ) ، بل هكذا قال عن نفسه وأعلن أنه واحد ، وهذا يعني أني لا أعرفه عقليا بل من المستحيل أن أعرفه عقليا حسب مبدأ العدد ، ولكن هذا كشفه هو عن نفسه لنا ، أي استعلانه الخاص للإنسان بأنه واحد ، ولكن وحدانيه الله ليست على المستوى البشري أو يُمكن إدراكها فب كمالها المطلق ، فلابد من أن نخرج عن تصورات العقل في وحدانيه الله الذي أعلنها لنا ...
فأنا أستطيع – فقط – بالاتصال الروحي بالله ومن خلال إعلانه هو عن نفسهوليس حسب قانوني الخاص البشري ومفهومي الخاص أن أعرفه ـ بل من خلال الصلاة ، بخبرة القديسين وخبرة الجماعة أن أرى فعلاً بروحه القدوس كيف هو ثالوث ، وكيف هو واحد في آن واحد ، دون خلط ما بين المحدود الزمني ، وما بين الأزلي الأبدي الذي يستحيل حدّه أو خضوعه لمفهوم بشر أو تعداد رقمي ، حاشا بل مستحيل ...
+++ فالقضية هنا ليست قضية إحصاء أو جمع أو طرح أو ضرب أعداد ما بين الواحد والمتعدد ، ولا قضية مثلث ولا مستطيل أو قوانين رياضية أو حسابات زمنية أو حسب تصورات العقل وفكر البشر !!!
القضية كلها هوإعلان الله القدوس - المهوب المملوء مجداً - عن ذاته ، وكشف أسراره للإنسانوليس العكس ، فالله هو من يكشف ذاته ويعلنها للإنسان ، ومن الخطأ الجسيم أن ينطلق الإنسان من مفهومة الخاص أو من خلال خبرته الشخصية عن مفهوم الواحد وجمود الواحد أو التعددية ويطبقه على الله ، بل العكس هو الصحيح فالله هو من يعلن ويكشف ذاته ولا يتجرأ مخلوق أن يقتحم ذات الله أو يعرف أسراره من منطلق عقلة المحدود أو كل معرفته العقلية أو الفلسفية أو التصوريه أو الخبرات العلمية ، ومن المستحيل أيضاً أن يُسقط على الله معرفته وقوانينه الحسابية ويطبق على الله المنطق ويتفلسف في الشرح والإقناع من جهة وحدانيتة بإثبات عددي بأي شكل مابين الواحد والثلاثة ، ولا يتصور الله على أنه ثلاثة جالسين جوار بعضهم البعض من جهة يمين وشمال ويفسر جلوس المسيح له المجد عن يمين الآب بشكل مادي وشكل كراسي للجلوس ، أو يتصور الله على أنه ثلاثة من جهة الرتبة أو غيرها من الأمور التي تكشف عن جهل الإنسان وضعف بصيرته ، لأنه دائماً يحاول أن يخضع للعقل ما هو فوق إمكانيات العقل وإدركاته المحدودة ....
- يتبع - اذكرونا واذكروا الخدمة فى صلواتكم
امــــــــــــــــــــ+ـــــــــــــــــــــين
[/right] | |
|