الابن الضال Admin
عدد المساهمات : 262 تاريخ التسجيل : 16/04/2011 العمر : 34
| موضوع: حوار حول الثالوث القدوس من منطلق الخلاص والتدبير الإلهي (2) الأحد يوليو 31, 2011 6:02 am | |
| حوار حول الثالوث القدوس من منطلق الخلاص والتدبير الإلهي (2) الصعوبات التي تقف ضد فهم عقيدة الثالوث(2) بعض الصعوبات التي تقف ضد فهم الإنسان للثالوث القدوس ؟ 1 - مشكلة الخيال : كل من يخضع الله الثالوث القدوس للخيال يعجز تماما عن فهم أبسط الإعلانات عن الثالوث القدوس .ذلك لأنه لايوجد في الواقع شيء ما يُشبه الثالوث القدوس من قريب أو من بعيد. وكل محاولات تصوير الثالوث أو رسم صورة له هي خاطئة تماماً وتزيد تعقيدات الفكر وتقود إلى اليأس بل قد تصل لحد الهرطقات وتعطي شرح غير منضبط يؤدي في النهاية لنكران الله الثالوث القدوس. فالخيال عاجز تماماً عن تصور ثلاثة أقانيم كل منهم مثل الآخر تماما في جميع الصفات ، وهم جوهر واحد بلا انفصال في طبيعة واحدة غير مجزأة أو منفصلة .
٢- مشكلة الخبرة اليومية : العقل مدرب دائماً - بسبب التعليم - على دراسة معظم الأشياء عن طريق المقارنات ؛ لأن المقارنات هي أفضل الطرق لاكتشاف نقاط التشابه والاختلاف ، كما أن العقل أيضًا تدرب على دراسة كل مايحيط به عن طريق العلاقات ، فهو لايدرك ولايفهم أي شيء كما هو مستقل بذاته ، بل يدرك مثلا الهواء من خلال علاقته بغيره من عناصر الكون . وحتى المنهج العلمي التحليلي هو دراسة العلاقات ، وفيه لايصبح لأي شيء معنى إلاَّ من خلال علاقاته بغيره. وقد أثر هذا على حياة الإنسان وعلى سلوكه لاسيما في هذا القرن حيث أصبح الإنسان ميالاً إلى الأسلوب التجريبي وحده الذي يستحيل استخدامه في مجالات اللاهوت ...
ومن خلال علاقة كل إنسان بغيره في المجتمع يأخذ عن غيره – بحكم النشأة والتعليم - الأفكار والتصورات التي يقدمها له المجتمع ، وهذه تساهم في خلق فكرة الإنسان عن نفسه وتساهم في تشكيل خيالات الإنسان .
ومما لا شك فيه أن الأفكار السائدة في مجتمع ما ، تخلق أحيانًا عائقاً يقف كحائط صد ، دون فهم أو تصور فكرة غريبة على هذا المجتمع . ولو نشأ إنسان ما ، في مجتمع يقدس العبودية ويحارب الحرية ، فإن أقصى مايصل إليه الإنسان هو تصور الحرية كنقيض للعبودية ، وهذا في حد ذاته تصور خاطئ مبني على تجربة شخصية فيها قدر ضئيل من الموضوعية .
وإذا طبقنا ما نقول على اللاهوت ، فإننا كثيرًا ما نجد أن الأفكار الموروثة هي أكبر معطلات الفهم الصحيح ، وان العودة إلى المصادر الأولى والينابيع التي أعطت العقيدة وشرحتها هو السبيل الوحيد لفهم أصيل وتذوق روحي سليم وعميق حسب الحق ...
ولعل أحد الأمثلة على ما نقول هو فكرة المجتمع العربي عن المرأة حيث تسود الفكرة القائلة بأن المرأة أقل من الرجل في كل شيء ، وان الرجل أفضل من المرأة في كل شيء ، وفي هذا الجو اكتسبت قصة " ضلع آدم " ( تك 2 : 21 ) معنى غير المعنى الحقيقي لها ، وكذلك النصوص التي تتحدث عن الرجل كرأس للمرأة حيث سادت معاني الرأس كسيادة الرجل وسلطانه الذي لاتجرؤ المرأة على تحديه ، بينما في العهد الجديد الرأس تعني الأصل أو البداية ولا تعني السيادة ...
وإنما أسقط المفسرون المعنى الأصلي لأنه يتعارض مع الفكر السائد ، وهذا من أخطر ما يكون ، لأن كثيرين في شروحاتهم للكتاب المقدس أو اللاهوت يفسرون ويشرحن حسب خبراتهم الشخصية المتأثرة بالمجتمع الذي يعيشون فيه والأفكار السائدة فيه ، فالمقبول منها يقدمونه والمرفوض منها أو الغير مقبول حسب فكر المجتمع يرفضونه ويغيرون ألفاظ الشرح والتفسير لتقبل من المجتمع أو لتكون متفقه مع خبراتهم الخاصة .
[]- يتبع - اذكرونا فى واذكروا الخدمة فى صلواتكم
امــــــــــــــــــــــــ+ـــــــــــــــــــــــــــــــين
[/center] ا[/right] | |
|