3 - عدل الله حسب تعليم الكنيسة الجامعة عن الثالوث
العدل وإخلاء الابن
لذاته ( الجزء الأخير )
كما ورد في رسالة
فيلبي 2: 6
عن رسالة الأب
صفرونيوس إلى تلميذه ثيؤدوروس
تحت عنوان التوبة
وعمل الروح القدس في القلب
مترجم عن المخطوطة
القبطية
الناشر : أبناء
القديس البابا أثناسيوس الرسولي
صفحة 37 – 38
+ س: مَن الذي فرض على الابن الوحيد رب
المجد أن يُخلي ذاته ويأخذ صورة العبد ؟ هل هو العدل ، أم الصلاح ، أم المحبة ؟
لقد فصلنا صفات الله بهذا
السؤال ، وبذلك وقعنا في بئر وتعليم الموحَّدين الناقص الذي لا ماء فيه .
لقد تطوع الابن بسبب محبته
للآب أن يقبل صورة عبد ، وأن يأخذ ما هو ضد طبيعته ، أي الطبيعة الإنسانية
المحدودة ،
فهل صار الابن محدوداً بالجسد ؟ الجواب : لا .
إذن كيف أخلى ذاته وخضع –
كأقنومٍ – لطبيعة ليست طبيعته ؟ والجواب هو
في كلمات الرب يسوع ، فهو لم يفقد حرية اختياره ، بل فعل ذلك حراً وجاز كل مراحل التدبير حسب اختياره
. مات بحريته ، وقبل ذلك أسلم جسده بسلطانه وحسب محبته وبإرادته وحده حسب كلمات التقوى ( قداس
مار مرقس ) .
هنا يجب أن يكف العقل عن بحث
الأسئلة
خارج حدود التدبيـــــــــر ، بل عليه يدخل أعماق التدبيــــر لكي
يرى عدل إخلاء الذات في يســـــوع المسيح ربنا . وماذا نقول عن الابن وهو يجوز حياة
العبد . والعبد في اتحاده وتأقنمه بالابن ، يجوز جبل طابور ، ويأتي بالموتى من نفاية
الكون إلى الحياة ، وبالابن وهو يرى جسده على الصليب ونفسه معلقه بمحبة نارية جعلــــــت الكون كله يتزلزل . هذه أمورٌ
لا تخضع للبحث الفلسفي ، بل يجـــــــــب أن تُـــترك
لمبادئ التدبيـــــر ، وهي حسبمـــا نعرفها :
أولاً : إن كل ما فعله الرب كان لتقدمنـــا ولخيرنـــا .
ثانياً : عندما أخلى ذاته ، ظل الرب الواحد والإله المتجســـــــد ؛ لأنه لم يكن مرة
إلـــــــهاً ، وفي مناسبات أخرى إنســــــاناً ، فهذا
ضد الاتحاد الذي لا يقبل الانقســـــــــــام .
ثالثاً : في موته المحيي ، ذاق الموت بالجســــــد لكي يبيده في كيانــــــه ، أي سمح للموت أن يقترب منه لكي يلاشيه .
رابعاً : أباد الجحيم بقوة لاهوته ، ولكن
بواسـطـــــة نفســــــه الإنسانيــــة التي أشرقت في ظلمات الجحيم مثل البرق ،
وهدمت كل قوات الظلمة .
ولم يفعل الرب ذلك بالعدل
وحده أو بالمحبة وحدها ، بل بعدل إخـــــــلاء الذات الذي يعلو على كل تصوَّرات
العقل
منقول
اذكرونا واذكروا الخدمة فى صلواتكم
امــــــــــــــــــــ+ــــــــــــــــــــــــين