2 - عدل الله حسب تعليم الكنيسة الجامعة عن الثالوث
عدل
المحبــــــــــــــــــة
عن رسالة الأب
صفرونيوس إلى تلميذه ثيؤدوروس
تحت عنــــوان
التوبة وعمل الروح القدس في القلب
مترجم عن
المخطوطــة القبطيـــــــــــــــــــــــــــــــة
الناشـــــر :
أبناء القديس البابا أثناسيوس الرسولي
صفحة 35 – 37
أولاً : إن مكافأة الشر بشَرٍّ مثله ليست من وصايا
الإنجيل ؛ لأن الذي قال :
" سمعتم أنه قيل للقدماء عينٌ بعينٍ ... " ،
قال عكس ما وضعه علمــــاء الشريعة من اليهود . وضمَّن الصلاة نفسها غفران
الإساءة " واغفر لنا ما علينا – الصلاة الربانية " ، وهذا يكفي تماماً لأن يجعل عدل الله ليس
مثل عدل الشريعة
، أو عدل قضاة الأرض .
ثانياً : لقد كان للقاتل الذي
قتل بدون عَمْد وإصرار حق اللجوء إلى " مدن الملجأ " ( سفر العدد 35: 6 ) ؛ لأنه لم
يقتل عن غضب أو عن كراهية ، وذلك – رغم أنه دمَّر حياة – إلاَّ أن الشريعة
سمحت له بالحياة وأعطت له حق اللجوء . فإذا كانت الشريعة تعلو على قضاء الأمم ، وتترك للقاتل
فرصة الحياة ، فماذا نقول عن شريعة الميل الثاني ( مت5 : 41 ) ، وهو شذرة من صلاح الله وطول أناته (رو2 : 4) الذي يقودنا
إلى التوبة .
فما هو إذن عدل المحبة ؟
ما هو عدل من أرسل ابنه الوحيد ؟
وما هو عدل من مات على الصليب ؟
ما هو عدل الروح القدس الذي يسكن فينا ؟
هذه
الأسئلة التي يجب أن نتكلم
عنها حسبما ننال نعمةً من فوق ، لأن عدل من أرسل ابنه ، أي عدل الآب هو أن يردنا إليه نحن الذين كنا كورة
الموت وظلاله ، فقد " أشرق
علينا نور " (مت 4 : 16) . وعدل من مات لأجلنا هو أن يعطي
الفردوس للص اليمين
وأن يغفر لصالبيه . وعدل الروح القدس هو عدل من يشفع فينا بأنات لا يُنطق بها (رو8 : 26) ، وهو
عدل من يعاني من سكناه فينا حسب تحذير الرسول :
" لا تطفئوا الروح .." ( 1تسالونيكي 5: 19) ؛ لأن الروح ،
نار المحبة ، يعاني من برودة القلب . ألا ترى من كل ذلك أن عدل المحبة هو أعلى وأعظم من كل صور العدل التي
نعرفها ؟
+ لا يجب أن نحدد أو نحسب صفات الله دون وضعها وحصرها في إطار
تدبير الخلاص المعلن في الأسفار ، وحسب تعليم الآباء القديسين ، بل لنتكلم باستقامة عن الله .
وهكذا
إذا وضعنا عدل الله الثالوث في إطار التدبير ،
استطعنا أن نرى بوضوح أنه ليس فقط عدل
محبة الثالوث ، بل عدل قداســـة الله وصـــلاحه ورحمتـــه للبشر . وهو عدلٌ يخضع لما يُريده الله ، وليس
عدلاً يُملى على الله أن يتصرف مثل القضاة . ولأننا ذكرنا قبلاً أن الثالوث ليس
أقانيم تضاف إلى الجوهر ، بل هم
معاً جوهر واحد ، وحياة واحده ، أكرر – بكل اســـــتقامة أرثوذكسيــــــة – إن
الله ليس له طبيعة تسود عليه ، وتقرر له ما يجب وما لا يجب
؛ لأن هذا خاص بنا نحن البشر ، بل الطبيعة والأقنوم هما معاً حقيقة واحده . نحن نولد بطبيعة
لا نملك أن نُغيرها ، بل نسمو بها في حدود ، وهذا لا يخص الله بالمرة . لذلك من الخطأ أن نتصور أنه توجد طبيعة تعــــــارض
الأقنوم ، أو تُفرض عليه تصرفاً وسلوكاً معيناً .
يتبـــــــــــــع
منقول
اذكرونا واذكروا الخدمة فى صلواتكم
امــــــــــــــ+ـــــــــــــــــــين