إيماننا الحقيقي بالمسيح الواحد - تصحيح مفاهيم مغلوطة
+ نحن نؤمن بيسوع المسيح كلمة الله المتجسد ، ابن وحيد لله الآب قبل التجسد وبعد التجسد ، مولود غير مخلوق ، مساوي للآب في الجوهر ، وهو هو المسيح الواحد غير المنقسم ...
+ المسيح كلمة الله المتجسد ، ليس ابناً كأبناء الآلهة الذين ذكرهم الشعراء والكتاب اليونانيين أو غيرهم على مر العصور ، وهو ليس ابناً نتيجة توالد - حاشا - وإنما هو الكلمة الكائن قبل كل الدهور واحد مع الآب في الربوبية ، ليس هناك فرق بينه وبين الآب أو الروح القدس لحظة واحدة أو في زمان ما ...
+ الآب والابن والروح القدس ، ثالوث قدوس كامل في المجد والخلود والسيادة ، غير منقسم أو منفصل . وليس في الثالوث القدوس الإله الواحد ، أي شيء مخلوق أو مستعبد أو اي شيء مرّ زمن لم يكن فيه ، فالثالوث أزلي أبدي بدون اختلاف أو تغيير ، وصفاته واحدة لا يختص اقنوم بصفة لا توجد في أقنوم آخر لأنهم ثالوث واحد غير منفصل قط ، وعلاقتهما ليست علاقه اتصال بل هي علاقة تساوي كجوهر واحد غير منفصل أو قابل للانفصال على الإطلاق ...
+ المسيح إلهنا القدوس الحي كائن مع الآب والروح القدس في الربوبية والمجد بلا انفصال ، لا قبل التجسد ولا بعده ، وليس هو شخصان ولا طبيعتان منفصلتان ، مرة يظهر إله ومرة يظهر إنسان لأنه واحد هو هو الله الذي هو نفسه الكلمة المتجسد ، ولا نقول أننا نعبد : الآب والابن وجسد الابن والروح القدس !!! ، أننا نعبد ثالوث قدوس مساوي إله واحد غير منقسم أو متجزأ ، ونعبد ونؤمن بمسيح واحد غير منقسم أو متجزأ لطبيعتين أو شخصين لأنه هو هو الابن الواحد الوحيد الذي تجسد واتخذ جسداً متحداً به اتحاد حقيقي - بسر عظيم - غير قابل للانفصال ...
+ كلمة الله صار إنساناً لأجل خلاصنا ، وهو لم يتحول لإنسان ، ولكنه اتخذ جسداً من القديسة العذراء كل حين مريم بطريقة ما ، لا نعرفها ولا نقدر أن نفحصها بأي شكل أو تحت اي دراسة أو مفهوم بشري أو طبي أو حتى مجرد تصور ، لأنه سرّ عظيم ، وسيبقى سر إلهي يفوق كل إدراكتنا ويستحيل فحصة أو وصفه أو شرحه أو الدخول في تفاصيله ...
+ المسيح يسوع كلمة الله لم يكن أثنين ، أحدهما إله والآخر إنسان - كما أدعى نسطور وكل من يتبعه - ولكنه الكلمه ابن الله ، وحيد الله في السماء - قبل التجسد - ووحيد الله على الأرض - بعد التجسد - ومستحيل أن ينقسم لشخصين أو يكون ابنين ، بل ابن وحيد للآب مملوء مجداً ...
يقول القديس اغريغوريوس أسقف نيصص :
[ هل نبشركم بيسوع آخر ، هل نعلن لكم عن روح قدس آخر ، هل نضع كتباً أخرى ، هل تجرأ أحد منا أن يدعو القديسة مريم العذراء والدة الله والدة إنسان ... ] ( عن كتاب : مار يعقوب الرهاوي ص 66 )
ويقول شارحاً قول الآب : "هذا هو ابني الحبيب " ( وهو هنا يتكلم مصوراً كلمات الآب عن الابن ) [ هذا هو الواحد وحده الذي تعقلونه وتنظرونه . هو أزلي في كل وقت وصار الآن تحت الزمان ( منذ التجسد ليوم صعوده ) . هو الواحد وحده من جوهري باللاهوت ، وهو من جوهركم بالناسوت في كل شيء سوى ( ما عدا ) الخطية . لا تطلبوا لتجسده على الأرض أباً ولا تطلبوا له في السماء أماً . لا تفرقوا لاهوته من ناسوته ، لأنه بعد اتحاده غير منفصل وغير مختلط . لا تفرق ما هو فيه بل اعرف ما هو فيه .
لا تجعل شخص المسيح شخصين . لا تُقسم الوحيد وتصيره وحيدين . لا تجعل ابني ناحية وما قد اتخذه ناحية . لا تجسر على أن تقطع الوحدانية الغير مفترقة التي لا يمكن أن تزول ، هو إله وإنسان معاً . هو من البدء إله في كل زمان وصار إنساناً وهو باق إلهاً وهو إنسان ، وهو هذا الواحد فقط .
وفي هذا الزمان أراد أن يأخذ من ذرية إبراهيم جسداً . فإذا رأيت ابني هذا قد جاع أو عطش أو نام أو يمشي أو يتعب أو يجلد أو يوثق بالمسامير ، أو يموت بإرادته أو يُحرس في قبر كميت ، فلاتحسب هذه لجسده وحده ، وإذا رأيت ابني هذا يُشفي المرضى ويطهر البُرَّص بالقول ويصنع أعيناً من طين ويخلق الطبيعة دفعة أخرى بإرادته ، فلا نحسب هذه للاهوته وحده .
لا تظن بالأفعال العالية أنها لواحد وبالوضيعة ( بضعف الجسد ) إنها لآخر ، بل هذه وتلك لهذا الواحد الأوحد . له كل ما للاهوت وله أيضاً كل ما للناسوت ، له العجائب وله الآلام أيضاً ، وهو واحد فقط يصنع عجائب لاهوته ويقبل آلام ناسوته ] ( عن كتاب اعترافات الآباء - إيسذوروس ص 466 - 467 )
يقول القديس أغريغوريوس الثيئولوغوس :
[ أؤمن ان ابن الله الذي ولد من الآب ، بدون زمان ولا جسم ، هو الذي في آخر الأزمان صار إنساناً من أجلك ، مولوداً من مريم العذراء بشكل لا يوصف وبدون دنس ، لأنه لا دنس حيث الله يعمل للخلاص .
لقد ولدت لنا مريم العذراء مخلص العالم بميلاد لا دنس فيه ، هي والدة الحياة والدة الجمال ، والدة العظمة ، حاملة للنور ، حاملة الرجاء . لقد ولدت بشكل غريب . إنها العذراء والأم ووالدة الإله . فمن لا يُنادي بمريم والدة الله فهو غريب عن الله ] ( مار يعقوب الرهاوي ص 68 )
يقول القديس كيرلس الكبير :
[ عندما نقول أن كلمة الله اتحد بطبيعتنا فأن كيفية هذا الاتحاد هي فوق فهم البشر . وهذا الاتحاد مختلف تماماً ( عن كل معنى عند البشر أو فعل ) ... فهو اتحاد لا يوصف وغير معروف لأي من الناس سوى الله وحده الذي يعرف كل شيء . وأي غرابة في أن يفوق ( اتحاد اللاهوت بالناسوت ) إدراك ( العقل ) ؟ فنحن عندما نبحث بدقة عن أمورنا ونحاول إدراك كنهها نعترف أنها تفوق مقدرة الفهم الذي فينا . فما هي كيفية اتحاد نفس الإنسان بجسده ؟ من يُمكن أن يُخبرنا ؟!!
ونحن بصعوبة نفهم وبقليل نتحدث عن اتحاد النفس بالجسد . لكن إذا طُلب منا أن نحدد كيفية اتحاد اللاهوت بالناسوت وهو أمر يفوق كل فهم بل صعب جداً ، نقول أنه من اللائق أن نعتقد أن اتحاد اللاهوت بالناسوت في عمانوئيل هو مثل اتحاد نفس الإنسان بجسده – وهذا ليس خطأ لأن الحق الذي نتحدث عنه هنا تعجز من وصفه كلماتنا . والنفس تجعل الأشياء التي للجسد هي لها رغم أنها ( النفس ) بطبيعتها لا تُشارك الجسد آلامه المادية الطبيعية أو الآلام التي تسببها للجسد الأشياء التي هي خارج الجسد .
ومع هذا يلزم أن نقول إن الاتحاد في عمانوئيل هو أسمى من أن يتشبه باتحاد النفس بالجسد ...
ولذلك فان اتحاد الكلمة بطبيعتنا البشرية يُمكن على وجه ما أن يُقارن باتحاد النفس بالجسد ، لأنه كما أن الجسد من طبيعة مختلفة عن النفس ، ولكن الإنسان واحد من أثنين ( النفس والجسد ) ، هكذا المسيح واحد من الأقنوم الكامل لله الكلمة ومن الناسوت الكامل ، والألوهة نفسها والناسوت نفسه في الواحد بعينه الأقنوم الواحد . ] ( شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس الكبير 8 )
اذكرونا واذكروا الخدمة فى صلواتكم
امــــــــــــــــــــ+ـــــــــــــــــــــــين