الابن الضال Admin
عدد المساهمات : 262 تاريخ التسجيل : 16/04/2011 العمر : 34
| موضوع: وما هو اتحادنا بالله الأربعاء يونيو 01, 2011 10:30 pm | |
| وما هو اتحادنا بالله الفرق ما بين: الحلول الجوهري و الاتحاد الجوهري ، وما هو اتحادنا بالله كثيرين يقولون أن الروح القدس لا يسكن فينا كأقنوم ( أي بشخصه ) بل يقولون بالموهبة أو بقوة خاصة منه أو كمجرد شركة في العمل أو طاقة ، وقد قالوا ذلك بسبب الخلط الواضح في بعض الألفاظ ، لأن ظن الكثيرين أن لو قلنا أن الروح القدس ساكن فينا بشخصه ، أصبحنا آلهة ونُحسب أقانيم في الله ، وبالطبع هذا مستحيل على كل وجه أو بأي شكل من الأشكال !!! سوف نوضح هذا الأمر من خلال كتابات الآباء في موضوع هل الروح القدس يسكنا فينا بشخصة أم بمجرد المواهب أو طاقة !!!
عموماً لابد أن نُميز بين معنيين في منتهى الدقة وهناك فرق كبير وجوهري بينهم : " الحلول الجوهري " ؛ " الاتحاد الجوهري "
" الحلول الجوهري " معناه أن الروح القدس يحل فينا بجوهره الإلهي الخاص ، أي بشخصه هو وليس بآخر أو كمجرد قوة حلت فينا ، وهذا المعنى نجده في كتابات القديس كيرلس الكبير عامود الدين وهو يؤيده حسب نص الآية القائلة : " أما تعلمون إنكم هيكل الله و روح الله يسكن فيكم " (1كو 3 : 16)
أما عبارة " الاتحاد الجوهري " فهي عن جد خطيرة ، لأنها تفتح المجال بأننا نتحول إلى جوهر الله أو نصير من جوهره وهذا بالطبع مستحيل ، وقد حرص القديس كيرلس الكبير في عدم استخدام عبارة " الاتحاد الجوهري " وما يُماثلها فيما يخص علاقتنا نحن بالله وحصر استخدامها فقط بصلة الابن بالآب أو الاتحاد الأقنومي في شخص الكلمة وقد استخدمها كالتالي : 1 – اتحاد الابن بالآب : فهو يدعوه " اتحاداً جوهرياً وطبيعياً " ( أنظر P.G. 74, 561 D; P.G. 75, 1012 A ) 2 – اتحاد اللاهوت بالناسوت في شخص المسيح : فقد كان شُغله الشاغل ضد نسطور أن يُفرق تماماً بين الاتحاد الأقنومي الذي تم في المسيح له المجد ، وبين الاتحاد بالمشاركة الذي تم فينا .
فهو يدعو الاتحاد الأقنومي الذي تم في المسيح يسوع له المجد : * " اتحاداً بحسب الجوهر " ένωσις κατ΄ ούσίαν * " اتحاداً بحسب الطبيعة " ένωσις κατά φύσιν * " اتحاداً بحسب الأقنوم " ένωσις καθ΄ ύπόστασιν * " اتحاداً طبيعياً " ένωσις φυσική
بينما يدعو الاتحاد بين النفس والروح القدس : * " علاقة " σχέσις * " شركة " συνάφεια * " اتحاداً نسبياً " ένωσις σχετική * " مشاركة نسبية " μέθεξις σχετική * " ارتباط نسبي " κόλλησις σχετική
فلا نستخدم بأي حال من الأحوال عبارة " الاتحاد الجوهري " فيما يخص علاقتنا نحن بالله ...
ويقول القديس غريغوريوس النزينزي : [ لم يعد الروح الآن يحل بقوته فقط كما كان في القديم بل جوهرياً – كما يُقال – هو يُعايشنا ويسكن معنا ] ( عظة 41 عن عيد الخمسين فقرة 11 )
ويقول القديس كيرلس الكبير : [ قد كان في الأنبياء القديسين استنارة شديدة وغنية من الروح تُعلمهم كشف المستقبل ومعرفة الخفيات . أما الذين يؤمنون بالمسيح فلا تسكن فيهم فقط استنارة سخية من الروح ، بل نؤكد بثقة أن الروح نفسه هو الذي يحل ويسكن فيهم ] ( MAHE, op. cit p.g. 73, 757 AB )
إذن الروح القدس لا يحل فينا طبيعياً أي حسب الطبيعة ، ولا يتحد بنا اتحاد أقنومي ، بل يسكن فينا ويحل بشخصه ليدخلنا إلى داخل الله ويعطينا يمين الشركة ، وهي هبة وعطية بسبب تجسد الكلمة ...
فلنا أن نفرح ونبتهج جداً لأننا آنية الله الخاصة وهياكل لحلول الله ولنا شركة معه بالحب بسبب سكنى الروح القدس فينا ... ولنا أن نحفظ هيكلنا من كل دنس ونخصصه لله الحي بكل حريتنا وإرادتنا ولا نحزن روح الله الذي به نلنا نصيباً وميراثاً مع جميع القديسين وصار لنا دالة البنين عند الله حتى أننا نصرخ بالحب قائلين : " أبانا الذي في السماوات " ...
ونختتم بكلمات القديس كيرلس الكبير : [ إن كان الروح يستطيع أن يؤلّه وأن يهب المخلوقات رتبة أسمى من الخليقة فهو أسمى من حيث الطبيعة والكرامة ، فإذا كان يستطيع أن يؤلّه النفس ، فكيف يمكن أن يكون مخلوقاً وليس إلهاً ، طالما أنه يؤلّه ؟
إن كنا نؤمن بأن الله قد أتى إلينا ، بواسطة سكنى الروح القدس داخلنا، فكيف يُمكن أن يكون ( الروح القدس ) مخلوقاً ؟ لأنه غير الممكن أن يُقيم الله داخلنا بواسطة مخلوق ، إذ أن الله يسمو على الكون ( المخلوق ) . لأنه كما أنه بسكنى الله داخلنا ، نُصبح شركاء الطبيعة الإلهية ، وليس شركاء الطبيعة المخلوقة ، هكذا فإذا سكن داخلنا مخلوق ، فلن نكون بعد شركاء الطبيعة الإلهية ، بل شركاء الطبيعة المخلوقة . إذاً فالروح هو إله ، طالما أن الله يسكن فينا بالحقيقة من خلاله. ] (( تمت الترجمة عن النص اليوناني المنشور في مجموعة آباء الكنيسة الذين كتبوا باليونانية ( EIIE ) الصادرة في تسالونيكي 1973 المجلد رقم 9 والذي يحمل عنوان " عن الثالوث القدوس المساوي ، وتأنس الابن الوحيد " صفحة 431 - 469 ، وقد قام بالترجمة إلى العربية الدكتور سعيد حكيم وراجعها الدكتور نصحي عبد الشهيد وصدرت في مايو 2007 ؛ والناشر مؤسسة القديس أنطونيوس - المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية ( نصوص آبائية 114) ))
اذكرونا واذكروا الخدمة فى صلواتكم امـــــــــــــــــــ+ــــــــــــــــــــــــــين
| |
|