تأمـــل فــى أيقــونة
التجســد
تحمل السيدة العذراء الطفل يسوع على يدها وممسكا باحدى يديه برسالة إما مطوية أو
مفتوحة وأحيانا يحمل عليها ما يشبه الكره وباليد الأخرى يشير لنا بأصبعه بطريقة
خاصة .. وينتعل في قدميه بصندل أحد فردتيه مفكوكا ومعلق بقدمه كاد أن يسقط والأخر
مربوطا بقدمه الأخرى ونجد في أعلى الأيقونة على اليمين واليسار ملاكين ممسكين
بأشياء في أيديهم.
+ أيقونة التجسد سوف نوضح الصورة بدقة
العذراء وهي تحمل الطفل يسوع نجدها لا تلتفت إليه وإنما تنظر إلى بعيد إلى مستقبل
الأيام وإلى العذابات التي سيراها ابنها الوحيد الذي سيقدم نفسه فديه عن كثيرين .
لذلك يرتسم على وجهها صورة آلام ابنها المستقبليه وحزنها يبدو واضحا على وجهها لان
هذا الابن سيصلب من أجل خلاص البشر ولكنهم غافلون عن أمر وأهمية هذا الخلاص.
+ ملابس العذراء
نجد العذراء دائما تلبس الأزرق الأحمر الأبيض الأزرق أو السماوي
لأنها السماء الذي حل في بطنها الله المتجسد فأصبحت سماء لهذا الابن – ويشير اللون
إلى الحق السماوي
1 - اللون الأحمر القرمزي
فهو لون معروف بانه اللون الملكي لا يلبسه الا الملوك والأباطره والعذراء بالطبع
تلقبها الكنيسة
بأنها الملكة وأم الملك فهي لذلك ترتدي اللون الأحمر القرمزي.
2 - اللون الأبيض
فهو رمز الطهارة ودائما نجد أنها تلبس طرحه بيضاء على رأسها فهي العذراء الطاهره
النقية بلا دنس ولا غش.
+ النجوم
نجد على العذراء مريم إما نجمتين أو ثلاث نجوم واحدة على الكتف الأيمن – والثانية
على الرأس فوق الجبهة بقليل – والثالثة على الكتف الأيسر. وهذايعنى أنها بتول قبل
وأثناء وبعد ولادتها للطفل يسوع أما إذا وجد نجمتان فقط تعني أنها بتول قبل وبعد
ولادتها للطفل يسوع والنجمتان واحدة على الكتف الأيمن تشير إلى البتوليه والثانية
أعلى الجبهة فوق الرأس تشير إلى الطهارة فهي العذراء البتول الطاهرة.
ويضيفون في بعض الأيقونات أحيانا عدد النجوم الصغيرة جدا على الثوب الأزرق لأنها
سماء ثانية والسماء الثانية بالطبع مزينة بالنجوم أي كمال الطهارة . ولكن لابد من
وضوح النجمتين أو الثلاثة نجوم الكبار.
+ الطفل يسوع ( لون الملابس )
1 - اللون الأبيض : يرمز للطهارة
2 - اللون الأصفر: يرمز إلى النقاوه أي بلا خطية كالذهب المصفى ليس به شوائب وهو
قد شابهنا في كل شئ ما خلا الخطية وحدها وأيضا هو لون النصرة والقيامة.
3 - اللون الأحمر: هو اللون الملكي فهو ملك الملوك ورمز الفداء للدم المسال عنا
على الصليب علامة خلاصنا
4 - اللون البنفسجي : وهو اللون الوحيد الذي يرتديه السيد المسيح لأن الامبراطور
في عصره كان يلبس فقط هذا اللون فهو قاصر على الأباطرة والملوك فقط الصندل المفكوك
هذا الصندل الذي نلاحظه مفكوكا في أحد قدمي الطفل يسوع ويكاد أن يسقط منه فهو رمز
الفكاك . حيث كان في العهد القديم " عادة " ان الرجل الذي يموت دون أن
ينجب أولا تتزوج زوجته من أخيه والابن الأول ينسب للزوج المتوفي والابن الثاني
ينسب للزوج الحالي وهو أخو الزوج الأول المتوفي حتى يقيم نسل لأخيه المتوفي فلعل
يأتي المسيح المنتظر من هذا النسل واذا رفض أخو الزوج المتوفي أن يتزوج من زوجة
أخيه كانت تخلع هذه الزوجة نعله من رجله وتبصق في وجهه وذلك أمام شيوخ مدينته –
ويدعى اسمه مخلوع النعل (تث 25 : 8 –10 )
فجاء المسيح المنتظر وقام بفكنا من هذه العادات القديمة أو الطقس اليهودي القديم
لأنه لا خوف بعد ذلك لأن المسيح قد جاء بالفعل وكانه يقول لنا لا تعودوا تتزوجوا
زوجة الأخ المتوفي بغير نسل وما دمت قد جئت فقد فككتكم من هذا لأني "أنا هو
وليس آخر سواي ".
الصندل الآخر المربوط :
عن الصندل المربوط في قدمه الاخرى فالانسان حينما اخطا عاقبه الله بان جعله في
الأرض وهي تنبت شوكا وحسكا - أي الخطية – فإذا سار الانسان حافي القدمين على هذه
الأرض المملوءة شوكا وحسكا فستدخل الخطية اليه . فكان لابد للانسان أن يحمي نفسه
من الأشواك والحسك ويحمي هذه القدم العاريه فلابد أن ينتعل بشئ في قدمه , فأخذ
ذبيحه وذبحها وأخذ جلدها وعمل منه صندل أو حذاء ليحميه من الشوك والحسك.
فالذبيحة أو الخروف إشارة إلى المسيح فهو الذبيح الذي ذبح لكي يحمينا وينقذنا من
الخطية أي أن المسيح هو الذي فدانا وقدم نفسه فداء عنا لكي يحمينا في هذا العالم.
في أيقونة القيامة نجد السيد المسيح حافي القدمين وكذلك أيقونة الصعود لأن هناك
لاتوجد خطية أرض بلا شوك أو حسك . لاتحتاج إلى الفاصل أو الحاجز الذي أستخدمناه
ونحن على أرض الشقاء
+ يد الطفل
1 - اليد الأولى
تحمل ما يشبه الكرة فهي رمز للكون كله لأنه "ضابط الكون" "وخالق كل
شئ بحكمته"والكل منقوش في كفه فنحن مركز اهتمامه وخلاصنا في يده.
وأحيانا بدلا من الكره يحمل رسالة مطويه أو مفتوحة وأحيانا في شكل كتاب . فهذه
الرسالة هي رمز الحكمة.
فهو أتى لنا معلما وأتى بحكمته الالهيه التي ليست من هذا العالم أتى ومعه الدستور
السماوي . الروح المعاش لكي نسير على هذا وليكون لنا حياة ويكون لنا أفضل.
2 - اليد الثانية (اليمنى)
نجد أحيانا أنه يشير بإصبع واحد (السبابه) لأنه واحد مع الأب. ويقول أنا هو الأول
والأخر وليس أخر غيري هذا أيضا هو موضع البركة الذي نبارك شعبه وأولاده و يعطيهم
الطمأنينه والأمان.
أحيانا أخرى نجد أصبعين متجاورين- السبابه والوسطى فهي تعني اني كامل في اللاهوت
وكامل في الناسوت واللاهوت والناسوت إتحدا معا وذلك في نهاية الاصبعين ونجد في بعض
الأيقونات يشيربأصبع الابهام إلى طرف الأصبع الرابع أو طرف البنصر وبذلك يشير
للرقم 10 باليونانيه " باعتبارها ان الأصبع ثلاثة أجزاء " وهو حرف
اليوطا. وكما نقول في التسبحه دلتنا اليوطا على اسم الخلاص فهو أول حرف من اسمه
" ايسوس باخرستوس " أي يسوع المسيح
+ الهـالة
يجب ان توضع هالة صفراء لكل من السيد المسيح ولسيده العذراء والملائكة و لجميع
القديسين حول رأسهم
ولكن هالة السيد المسيح تكون أكبرهم حجما فهي تبدأ من الكتف من المنكبين الذي يحمل
عليهما الخروف الضال ويرشده إلى الصواب والذي حمل عليه خشبة الصليب ليتمم الخلاص
ويحررنا من خطايانا وهو بلا خطية . وأحيانا نجد في بعض الأيقونات ان هالة السيد
المسيح على محيطها من الخارج ثقوب صغيرة تلفها كلها . دليل الآلام والجراحات التي
كانت وقت الصلب.
ونجد دائما في هالة السيد المسيح الصليب مرسوما داخلها ورأسه في مركز الصليب وحول
الرأس نقرأ هذين الحرفين "الألفا والأوميجا " أي البداية والنهاية .
+ الملاكـان
نجد في أعلى الصورة ملاكين أحدهما يمسك صليبا والثاني يمسك الحربة والقصبة الطويلة
التي فوقها الاسفنجه والتي وضع عليها الخل حينما عطش السيد المسيح وطلب أن يشرب
فرفعوها له على الصليب.
فهذه هي الأدوات التي استخدمت في عملية الصلب لتدل لنا على النبوءه والمستقبل بان
هذا سيحدث ومن هذا جاء الميلاد وجاء التجسد ليتم الصلب ويتم الخلاص للبشرية كلها
اذكــرونا واذكــروا الخدمــة فــي صلواتكـم
آميــــ†ـــــــن