يعقـــوب مــا بيـــن الطاعـــة والبـــركة
ما ذنب يعقوب في أنه أطاع أمه رفقة ؟
ما ذنب يعقوب في أنه أطاع أمه رفقة في الحيلة التي دبرتها له وخدع بها أباه لينال
البركة فعاش حياة كلها تعب ( تك 47 : 9 ) , وخدعه خاله لابان في زواجه ( تك 29 :
25 ) وغير أجرته عشر مرات (تك 31 : 41 ) كما خدعه أبناؤه وقالوا له إن يوسف قد
إفترسه وحش رديء
( تك 37: 31ــ33 ) . وتركوه ينوح عليه ويرفض أن يتعزى ( تك 27: 24،35 ) . فهل كان
ممكناً أن يخالف أمه في أمر كان هو إرادة الله فيه ، منذ الحبل به ( تك 25 : 23 )
؟
نعم كانت إرادة اللـه أن ينال يعقوب البركة . ولكن لم تكن إرادة اللـه أن يخدع
يعقوب أباه . وكان يعقوب يعلم تماماً إن خداعه لأبيه خطية كبيرة يمكن أن تحل عليه
اللعنة بسببها بدل البركة (تك27 : 12 ) . ولهذا ماكان يجوز له أن يطيع أمه في خطية
. والمعروف أنه "ينبغي أن يطاع
اللـه أكثر من الناس" ( أع 5 : 29 ) . وقد قال الرب : "من أحب أباً أو
أماً أكثر مني فلا يستحقني"
( مت 10 : 37 ) . الطاعة للأم واجبة , ولكن داخل نطاق وصية الرب . ولا تكون طاعة
في خطية .
ولذلك قال الرسول "أيها الأولاد أطيعوا والديكم في الرب , لأن هذا حق" (
أف 6 : 1 ) . ونركز هنا على عبارة ( في الرب ) . لأن خارج ذلك لا تكون طاعة . تقول
ماذنب يعقوب ؟ أقول لك ذنبه أنه خدع أباه , حتى لو كان ذلك بتدبير أمه . كان يمكنه
أن يمتنع ويقول لأمه "لا أستطيع أن أخدع أبي" وفعلاً هو إعترض , ولكنه
إستسلم للخديعة التي دبرتها أمه بعد قولها له "لعنتك على ياإبني" ( تك
27 : 13 ) .
وفي الواقع كانت في قلبه رغبة هي التي جعلته يطيع الخديعة التي دبرتها أمه . بدأت
هذه الرغبة منذ أنتهز جوع أخيه , فطلب منه أن يبيع له البكورية بأكلة عدس ( تك 25
:29ــ34) فبالإضافة إلى أنه أطاع أمه فيما ألبسته ملابس عيسو , وكست يديه وعنقه
بجلد الجدي المشعر , فإن حديثه مع أبيه كان كله كذباً بقوله "أنا عيسو بكرك .
قد فعلت كما كلمتني . قم إجلس وكل من صيدي .. الرب إلهك قد سر لي" ( تك 27 :
19 ــ 24 ) وكرر الكذب حينما عاد أبوه يسأله ( تك 27 : 24 ) . ذنب يعقوب ليس فقط
طاعة أمه في الخطأ . إنما أيضاً كذبه , ولجوءه إلى طرق بشرية غير إلهية . وأيضاً
إستغلاله عمي أبيه , وواضح أن أباه كان متشككاً ...
اذكــرونا واذكــروا الخدمــة فــي صلواتكـم
آميــــ†ـــــــن